عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال : « سألت أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن الرسول وعن النبيّ وعن المحدّث ؟ فقال : الرسول الذي يعاين الملك يأتيه بالرسالة من ربِّه ، يقول : يأمرك كذا وكذا ، والرسول يكون نبيّاً مع الرسالة . والنبيّ لا يعاين الملك ينزل عليه النبأ على قلبه فيكون كالمغمى عليه فيرى في منامه . قلت : فما علّمه أنّ الذي رأى في منامه حقّ ؟ قال : يثبّته الله حتّى يعلم أنّ ذلك حقّ ولا يعاين الملك . والمحدّث الذي يسمع الصوت ولا يرى شاهداً » [1] . عن مروان بن مسلم عن بريد عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهما السلام في قوله عزّ وجلّ ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبيِّ ) : ولا محدّث . قلت : جعلت فداك ليست هذه قراءتنا ، فما الرسول والنبيّ والمحدّث ؟ قال : الرسول الذي يظهر له الملك فيكلّمه ، والنبيّ هو الذي يرى في منامه ، وربما اجتمعت النبوّة والرسالة لواحد . والمحدّث الذي يسمع الصوت ولا يرى الصورة . قلت : أصلحك الله كيف يعلم أنّ الذي رأى في النوم حقّ وأنّه من الملك ؟ قال : يوفّق لذلك حتّى يعرفه ، لقد ختم الله بكتابكم الكتب وختم بنبيّكم الأنبياء » [2] .
[1] بصائر الدرجات الكبرى ، مصدر سابق : ج 2 ص 215 ، باب الفرق بين الأنبياء والرسل والأئمّة ، الحديث : 1325 . [2] الأصول من الكافي : ج 1 ص 177 ، كتاب الحجّة ، باب الفرق بين الرسول والنبيّ والمحدّث ، الحديث : 4 .