( العامّة والخاصّة ) . بيدَ أنّ الخلاف في تشخيصه ، فالشيعة ترى عليّاً أمير المؤمنين وأولاده الأئمّة صلوات الله عليهم من المحدّثين ، وأهل السنّة يرون غير ذلك . وهذا الوصف ليس من خاصّة منصبهم ولا ينحصر بهم ، بل كانت الصدِّيقة - كريمة النبيّ الأعظم - محدّثة ، وسلمان الفارسي محدّثاً ، نعم كلّ الأئمّة من العترة الطاهرة محدَّثون ، وليس كلّ محدَّث بإمام » [1] . ثمّ بيّنت الروايات معنى المحدّث وما يمتاز به عن النبيّ والرسول وهي كثيرة جدّاً ؛ منها : عن الحسن بن محبوب عن الأحول قال : « سألت أبا جعفر الباقر عليه السلام عن الرسول والنبيّ والمحدّث ، قال : الرسول الذي يأتيه جبرئيل قُبُلاً ( بضمّتين كصُرُد أي عياناً ومقابلة ) فيراه ويكلِّمه ، فهذا الرسول . وأمّا النبيّ فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم ونحو ما كان رسول الله صلّى الله عليه وآله من أسباب النبوّة قبل الوحي ، حتّى أتاه جبرئيل عليه السلام من عند الله بالرسالة ، وكان محمّد صلّى الله عليه وآله حين جمع له النبوّة وجاءته الرسالة من عند الله يجيئه بها جبرئيل ويكلّمه بها قُبُلاً ، ومن الأنبياء من جمع له النبوّة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلّمه ويحدّثه من غير أن يكون يرى ما في اليقظة . وأمّا المحدّث فهو الذي يحدَّث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في منامه » [2] .
[1] الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ، العلاّمة الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي ، تحقيق : مركز الغدير للدراسات الإسلاميّة ، الطبعة الأولى المحقّقة 1416 ه - ، الناشر : مركز الغدير للدراسات الإسلاميّة : ج 5 ص 67 و ص 77 . [2] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ص 176 ، كتاب الحجّة ، باب الفرق بين الرسول والنبيّ والمحدّث ، الحديث : 3 .