من حين ولادته - كما ستأتي الإشارة إليها - فإنّ التي تنتقل في لحظة ارتحال المعصوم السابق إنّما هي المرتبة العالية منها ، أمّا التي كانت عنده يوم ولادته فهي أضعف من هذه كما أشار إليه المجلسي في كلامه المتقدّم .
السؤال الرابع : قد يُقال إنّ هناك مجموعة من النصوص أشارت إلى أنّ علمهم إنّما هو بواسطة عمود من نور ، من قبيل ما يلي :
عن محمّد بن مروان قال : قال أبو جعفر الباقر عليه السلام : « إذا دخل أحدكم على الإمام فلينظر ما يتكلّم به ، فإنّ الإمام يسمع الكلام في بطن أُمّه ، فإذا هي وضعته سطع له نور ساطع إلى السماء وسقط وفي عضده الأيمن مكتوبٌ : ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ( الأنعام : 115 ) ، فإذا هو تكلّم رفع الله له عموداً يشرف به على أهل الأرض يعلم به أعمالهم » [2] .
عن محمّد بن مروان عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « إنّ الإمام يسمع الصوت في بطن أُمّه ، فإذا بلغ أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن : ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) فإذا وضعته سطع له نورٌ ما بين السماء والأرض ، فإذا درج رفع له عمود من نور يرى به ما بين المشرق والمغرب » [3] .
عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « إنّ الإمام يسمع الصوت في بطن أُمّه ، فإذا وُلد خط على منكبيه خطّ - ثمّ قال

[2] بصائر الدرجات الكبرى ، مصدر سابق : ج 2 ص 329 ، باب في أمر العمود الذي يرفع للأئمّة ، الحديث : 1542 .
[3] المصدر السابق : ج 2 ص 333 ، باب في أنّ الإمام يرى ما بين المشرق والمغرب بالنور ، الحديث : 1552 .

237