هكذا بيده - وذلك قول الله تعالى : ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) وجُعل له في كلّ قرية عمودٌ من نور يرى به ما يعمل أهلها فيها » [1] . فكيف يمكن التوفيق بين هذه الطائفة من النصوص - وهي كثيرة - وبين ما تقدّم من أنّ علمهم إنّما هو بواسطة الروح التي جعلت فيهم ؟ والجواب : إنّ العمود من النور الذي تحدّثت عنه هذه الروايات هو تعبير آخر عن الروح التي أشارت إليها النصوص السابقة ، وذلك بشهادة ما أشار إليه الإمام الرضا عليه السلام حيث قال : « إنّ الله عزّ وجلّ أيّدنا بروح منه مقدّسة مطهّرة ليست بملك . لم تكن مع أحد ممّن مضى إلاّ مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وهي مع الأئمّة منّا تسدّدهم وتوفّقهم ، وهو عمود من نور بيننا وبين الله عزّ وجلّ » [2] . وسائل وآليّات إفاضة العلم على قلوب الأنبياء والأوصياء بعد أن اتّضح أنّ روح القدس الذي هو أعظم من جبرئيل وميكائيل ، هو واسطة الفيض لإيصال المعارف والعلوم إلى قلوب الأنبياء والأوصياء ، نتساءل ما هي الآليّات التي من خلالها يحصل ذلك ؟ والجواب : عرضت النصوص الروائيّة لمجموعة من الوسائل والآليّات لتحقيق ذلك : عن أبي بصير قال : « سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول :
[1] المصدر السابق : ج 2 ص 335 ، باب في أنّ الإمام يرفع له في كلّ بلد منار ، الحديث : 1556 . [2] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، مصدر سابق : ج 25 ص 48 ، كتاب الإمامة ، باب الأرواح التي فيهم ، الحديث : 7 .