خلق آخر معه قوّة قدسيّة أفاضها الله تعالى على أوليائه وجعلها معهم ، وهي مبدأ استكشاف العلوم حتّى لا يحتاجوا إلى السماع من الشيوخ والقراءة من الكتب . وأمّا جبرئيل عليه السلام فملك يطلق عليه الروح أيضاً ، ولكن ليس المراد من الروح في كلّ موضع هو جبرئيل » [1] . عن جابر الجعفي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : « سألته عن علم العالم . فقال : يا جابر إنّ في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح : روح القدس وروح الإيمان وروح الحياة وروح القوّة وروح الشهوة ، فبروح القدس - يا جابر - عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى . ثمّ قال : يا جابر إنّ هذه الأرواح يصيبها الحدثان ، إلاّ أنّ روح القدس لا يلهو ولا يلعب » [2] . عن الحسن بن إبراهيم عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح : روح البدن وروح القدس وروح القوّة وروح الشهوة وروح الإيمان . وفي المؤمنين أربعة أرواح ؛ أفقدها روح القدس : روح البدن وروح القوّة وروح الشهوة وروح الإيمان . وفي الكفّار ثلاثة أرواح : روح البدن وروح القوّة وروح الشهوة . ثمّ قال : روح الإيمان يلازم الجسد ما لم يعمل بكبيرة ، فإذا عمل بكبيرة فارقه الروح ، وروح القدس من سكن فيه فإنّه لا يعمل بكبيرة أبداً » [3] .
[1] حاشية الشعراني على شرح الأصول والروضة ، مصدر سابق : ج 6 ص 69 . [2] بصائر الدرجات الكبرى ، مصدر سابق : ج 2 ص 353 ، باب ما جعل الله في الأنبياء والأوصياء والمؤمنين وسائر الناس ، الحديث : 1590 . [3] المصدر السابق : ج 2 ص 352 ، الحديث 1589 .