قال المازندراني في بيان وجه أعظميّة الروح من جبرئيل وميكائيل : « إنّه أعظم منهما بحسب الرتبة والعلم ، ولم يثبت أنّ أحداً من الملائكة أعظم منهما ، ولأنّ الملائكة لم يعلموا جميع الأشياء كما اعترفوا به حيث قالوا : ( لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ) ( البقرة : 32 ) ، وهذا الخلق - أي الروح - عالم بجميعها » [1] . من هنا أكّدت بعض النصوص أنّ الروح ليس من الملائكة ، كما في رواية سعد الإسكاف ، قال : « أتى رجل أمير المؤمنين عليه السلام يسأله عن الروح أليس هو جبرئيل ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : جبرئيل من الملائكة ، والروح غير جبرئيل . فكرّر ذلك على الرجل . فقال له : لقد قلت عظيماً من القول ، ما أحد يزعم أنّ الروح غير جبرئيل . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : إنّك ضالّ تروي عن أهل الضلال ، يقول الله لنبيّه صلّى الله عليه وآله : ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ) ( النحل : 1 - 2 ) ، والروح غير الملائكة صلوات الله عليهم » [2] . قال الشعراني : إنّ زعم ذلك الرجل إنّما كان « مبنيّاً على ما ذكرنا من أنّ سائر علماء العامّة لم يكن لهم معرفة بمراتب النفوس الإنسانيّة وقواها وتفاضلها في الدرجة بما يمنحها الله تعالى من الأرواح والقوى ، والروح هنا
[1] شرح أصول الكافي والروضة ، مصدر سابق : ج 6 ص 66 . [2] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ص 274 ، كتاب الحجّة ، باب الروح التي يسدّد الله بها الأئمّة ، الحديث : 6 .