responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 217


وأنّ القسم الثاني : ( أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ) وحي مع الواسطة هو الحجاب ، غير أنّ الواسطة لا يوحي كما في القسم الثالث ، وإنّما يبتدئ الوحي ممّا وراءه ؛ لمكان « من » وليس « وراء » بمعنى خلف وإنّما هو الخارج عن الشيء المحيط به كما في قوله : ( وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ) ( البروج : 20 ) ، وهذا كتكليم موسى عليه السلام في الطور ؛ قال تعالى : ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ ) ( القصص : 30 ) ، ومن هذا الباب ما أوحي إلى الأنبياء في مناماتهم .
وأنّ القسم الأوّل تكليم إلهيّ للنبيّ من غير واسطة بينه وبين ربّه من رسول أو أيّ حجاب مفروض .
ولمّا كان للوحي في جميع هذه الأقسام نسبة إليه تعالى على اختلافها ، صحّ إسناد مطلق الوحي إليه بأيّ قسم من الأقسام تحقّق ، وبهذه العناية أسند جميع الوحي إليه في كلامه كما قال : ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ) ( النساء : 163 ) ، وقال : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ) ( النحل : 43 ) . [1] وهذا ما أكّدته المدرسة العرفانيّة في هذا المجال ؛ جاء في كتاب « تفسير القرآن الكريم » في ذيل هذه الآية : « أي بثلاثة أوجه :
إمّا بوصوله إلى مقام الوحدة والفناء فيه ، ثمّ التحقّق بوجوده في مقام البقاء ، فيوحى إليه بلا واسطة كما قال الله تعالى : ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) ( النجم : 8 - 10 ) .
( أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ( بكونه في حجاب القلب ومقام تجلّيات الصفات ، فيكلّمه على سبيل المناجاة والمكالمة والمكاشفة والمحادثة دون



[1] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 18 ص 73 .

217

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست