responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 194


موانع رؤية الملكوت قال تعالى : ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) ( المطففين : 14 ) ، حيث أشارت الآية إلى أنّ المعاصي والذنوب لها تأثير في النفس بنحو تؤدّي إلى إيجاد الرَّين والصدأ ، فيكون مانعاً لها عن أن تدرك حقائق الأشياء كما هي عليها . وهذا ما أكّدته النصوص الروائيّة في ذيل هذه الآية المباركة .
عن زرارة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال قال : « ما من عبد إلاّ وفي قلبه نكتة بيضاء ، فإذا أذنب ذنباً خرج في النكتة نكتة سوداء ، فإن تاب ذهب ذلك السواد حتّى يغطّي البياض ، فإذا تغطّى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) » [1] .
ثمّ أشار القرآن إلى بعض المصاديق التي تؤدّي إلى عمى القلب والبصيرة :
منها : الكفر بالله تعالى ؛ قال سبحانه : ( شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . . . أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) ( النحل : 106 - 108 ) ، حيث وصفت الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم بأنّهم « الغافلون » ومنه يتّضح بأنّ الغفلة عن الله سبحانه وآياته وأحكامه يوجب العمى القلبي . وهذا ما تقدّمت الإشارة إليه في قوله تعالى : ( لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) ( الأعراف : 179 ) .
ومنها : متابعة الهوى ، قال تعالى : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ



[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 2 ص 273 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الذنوب ، الحديث : 20 .

194

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست