تعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ) ( الرعد : 16 ) ، وقوله : ( أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ) ( الرعد : 19 ) ، وقوله : ( مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) ( هود : 24 ) ، ونحوها من الآيات .
والحاصل أنّ هذه الآيات وكثير غيرها تؤكّد هذه الحقيقة ، وهي أنّه كما يوجد للإنسان بصر وسمع وشمّ ظاهري ، كذلك يوجد عند الإنسان بصر وسمع وشمّ باطني .
أمّا على مستوى النصوص الروائيّة ، فأيضاً هناك عدد وافر من الروايات أثبتت بصراحة وجود أدوات وحواسّ باطنيّة للإنسان لرؤية ملكوت وباطن الأشياء ، منها :
عن ابن أبي عمير عن حمّاد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « ما من قلب إلاّ وله أُذنان ، على إحداهما مَلكٌ مرشد وعلى الآخر شيطانٌ مفتن ، هذا يأمره وهذا يزجره . الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها ، وهو قول الله عزّ وجلّ : ( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ( ق : 17 ، 18 ) . [1] عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « ما من مؤمن إلاّ ولقلبه أذنان في جوفه ، أذن ينفث فيها الوسواس الخنّاس ، وأذن ينفث فيها الملك ، فيؤيّد الله المؤمن بالملك ، فذلك قوله : ( وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) ( المجادلة : 22 ) . [2]

[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 2 ص 266 ، كتاب الإيمان والكفر ، باب أنّ للقلب أذنين . . الحديث : 1 .
[2] المصدر السابق : ج 2 ص 267 ، الحديث : 3 .

189