responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 188


نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ) ، فإنّ المراد بهذا النور العلم الذي يهتدي به الإنسان إلى الحقّ في الاعتقاد والعمل معاً .
وكما أنّ له من العلم والإدراك ما ليس لغيره ، كذلك له من موهبة القدرة على إحياء الحقّ وإماطة الباطل ما ليس لغيره . وهذا العلم والقدرة الحديثان يمهّدان له أن يرى الأشياء على ما هي عليها فيقسمها قسمين : حقّ باقٍ وباطل فانٍ ، فيعرض بقلبه عن الباطل الفاني الذي هو الحياة الدُّنيا بزخارفها الغارّة الفتّانة ، ويعتزّ بعزّة الله ، فلا يستذلّه الشيطان بوساوسه ولا النفس بأهوائها وهوساتها ولا الدُّنيا بزهوتها لما يشاهد من بطلان أمتعتها وفناء نعمتها .
وليست هذه الحياة الجديدة المختصّة بمنفصلة عن الحياة القديمة المشتركة وإن كانت غيرها ، فإنّما الاختلاف بالمراتب لا بالعدد ، فلا يتعدّد بها الإنسان ، كما أنّ الروح القدسيّة التي يذكرها الله سبحانه للأنبياء لا توجب لهم إلاّ ارتفاع الدرجة دون تعدّد الشخصيّة » [1] .
وهذه الحقيقة سجّلها عليّ أمير المؤمنين عليه السلام بقوله : « وآخر قد تسمّى عالماً وليس به ، فاقتبسَ جهائل من جهّال ، وأضاليل من ضلاّل ، ونصَب للناس شركاً من حبائل غرور وقول زور » .
إلى أن يقول عليه السلام : « فالصورة صورة إنسان ، والقلب قلب حيوان ، لا يعرف باب الهدى فيتّبعه ولا باب العمى فيصدّ عنه ، وذلك ميّت الأحياء » [2] .
وهناك آيات أخرى تشير إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ العمى كما قد يصيب العين الظاهريّة فإنّه قد يصيب عين القلب التي هي البصيرة كقوله



[1] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 12 ص 342 .
[2] نهج البلاغة ، مصدر سابق : الخطبة 87 - في بيان صفات المتّقين وصفات الفسّاق .

188

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست