( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) ( الحجّ : 46 ) ، والعين التي هي لمشاهدة عالم الشهادة سمّاها بالبصر لقوله : ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ( النحل : 78 ) . [1] النصوص الدالة على وجود أدوات رؤية الملكوت دلّت عدّة من النصوص القرآنيّة والروائيّة لإثبات هذه الحقيقة ، نحاول الوقوف عند بعضها ، لكن قبل ذلك لا بدّ من الإشارة إلى مقدّمة حاصلها : إنّ للقلب إطلاقات واستعمالات متعدّدة : فتارةً : يُطلق القلب ويُراد منه القلب الصنوبري وهو مضخّة الدم . وأُخرى : يُطلق ويُراد منه مركز التعقّل والتفكير ، وهذا ما جاء في كلمات الإمام عليّ أمير المؤمنين عليه السلام في ذيل قوله تعالى : ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ) ( النحل : 106 ) ، حيث قال : « إنّ القلب - وهو أمير الجوارح - الذي به يعقل ويفهم ويصدر عن أمره ورأيه » [2] . وهذا ما ورد عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام حيث فسّر القلب في قوله
[1] تفسير المحيط الأعظم والبحر الخضمّ في تأويل كتاب الله العزيز المحكم ، للسيّد حيدر الآملي ، حقّقه وقدّم له وعلّق عليه السيّد محسن الموسوي التبريزي ، الطبعة الأولى 1414 ه - ، مؤسّسة الطباعة والنشر ، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي : ج 1 ص 270 . [2] تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، تأليف : الفقيه المحدِّث الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي المتوفّى سنة 1104 ه - ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، الطبعة الأولى 1412 ه : كتاب الجهاد ، باب الفروض على الجوارح ، الحديث : 20224 ج 15 ص 170 .