responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 176


أمّا اليقين الاصطلاحي فلا ملازمة بينه وبين الآثار المترتّبة عليه غالباً ، وهذا ما تقرّره الآية المباركة : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ) ( النمل : 14 ) ، فعلى الرغم من حصولهم على اليقين الاصطلاحي إلاّ أنّهم لم يؤمنوا بذلك ، ممّا يكشف عن عدم ملازمة مثل هذا اليقين للآثار المترتّبة عليه .
3 - إنّ اليقين القرآني لا مجال فيه للشكّ والريب والتزلزل ، لأنّه لم يحصل من طريق الاستدلالات العقليّة والفكريّة ، وإنّما هو بالمشاهدة وحضور نفس المعلوم لدى العالم ، وهذا بخلاف اليقين الاصطلاحي فإنّه بمجرّد حصول خلل في بعض المقدّمات يحصل شكّ في النتائج المترتّبة على تلك المقدّمات .
قال الطباطبائي في مجال التمييز بين هذين النحوين من اليقين : « إنّ النظر في الآيات الآفاقيّة والمعرفة الحاصلة من ذلك نظر فكريّ وعلم حصوليّ ، بخلاف النظر في النفس وقواها وأطوار وجودها والمعرفة المتجلّية منها ، فإنّه نظر شهوديّ وعلم حضوريّ . والتصديق الفكري يحتاج في تحقّقه إلى نظم الأقيسة واستعمال البرهان ، وهو باقٍ ما دام الإنسان متوجّهاً إلى مقدّماته غير ذاهل عنها ولا مشتغل بغيرها ، ولذلك يزول العلم بزوال الإشراف على دليله وتكثر فيه الشبهات ويثور فيه الاختلاف .
وهذا بخلاف العلم الشهودي بالنفس وقواها وأطوار وجودها فإنّه من العيان ، فإذا اشتغل الإنسان بالنظر إلى آيات نفسه وشاهد فقرها إلى ربّها وحاجتها في جميع أطوار وجودها ، وجد أمراً عجيباً ، وجد نفسه متعلّقة بالعظمة والكبرياء متّصلة في وجودها وحياتها وعلمها وقدرتها وسمعها وبصرها وإرادتها وحبّها وسائر صفاتها وأفعالها بما لا يتناهى بهاءً وسناءً وجمالاً وجلالاً وكمالاً من الوجود والحياة والعلم والقدرة وغيرها من كلّ

176

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست