المنقولة ، فما ذلك الفهم ؟ وقال عليّ كرّم الله وجهه : لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب . فما معناه وتفسير ظاهرها في غاية الاقتصار ، وقال أبو الدرداء : لا يفقه الرجل حتّى يجعل للقرآن وجوهاً . وقال ابن مسعود رضي الله عنه : من أراد علم الأوّلين والآخرين فليتدبّر القرآن ، وذلك لا يحصل بمجرّد تفسير الظاهر » [1] . والحاصل : « فهذه الأمور تدلّ على أنّ في فهم معاني القرآن مجالاً رحباً ومتّسعاً بالغاً ، وأنّ المنقول من ظاهر التفسير ليس منتهى الإدراك فيه » [2] . وقال الشيرازي : « وبهذا يتّضح أنّ القرآن ينقسم إلى سرّ وعلن ، ولكلّ منهما ظهرٌ وبطن ، ولبطنه بطن آخر إلى أن يعلمه الله ، ولعلانيّته علانية أخرى إلى أن يدركه الحواسّ وأهلها . أمّا ظاهر علنه فهو المصحف المحسوس الملموس والرقم المنقوش الممسوس . وأمّا باطن علنه فهو ما يدركه الحسّ الباطن ويستثبته القرّاء والحفّاظ في خزانة محفوظاتهم كالخيال ونحوه ، وهاتان المرتبتان من القرآن أوّليتان دنيويّتان ، ممّا يدركه كلّ إنسان . وأمّا باطنه وسرّه فهما مرتبتان أخرويّتان لكلّ منهما درجات » [3] حيث يصير إلى تعداد بعضها وذكر تقسيمات لبطون القرآن هي تعبير عن حقائق وجوديّة . وقال الجنابذي : « اعلم أنّ مصاديق القرآن المحسوسة الطبيعيّة ظهوره ، ومصاديق القرآن الروحانيّة بطونه . وباعتبار تعدّد المراتب الروحانيّة كليّاتها وجزئيّاتها ، ذكر تعدّد البطون في الأخبار إلى سبعين ألفاً . ولمّا كان المنزّل فيه
[1] المصدر السابق : ج 1 ص 289 . [2] المصدر السابق : ج 1 ص 290 . [3] تفسير القرآن الكريم ، مصدر سابق : ج 7 ص 93 .