responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 163


بيدَ أنّ السؤال الأساسي : « هذا العمق أهو من سنخ المعاني الذهنية والمفاهيم النظرية والفكريّة المستمدّة من اللّفظ ، أم هي حقائق وراء اللّفظ لها استقلالها السنخي عن الألفاظ ، وإن كان يمكن أن تكون ثَمَّ علاقة تركيبيّة من نوع مّا ما بين الاثنين ؟
بتعبير آخر : ما هو منشأ هذا العمق ، وما هو سرّ اختصاص القرآن بالبطون وتوافره على شموليّة المعنى ؟ أيعود ذلك إلى كينونة القرآن وأنّه يتألّف من حقائق ذات مراتب متعدّدة تكمن وراء اللفظ ، ولا يكون اللّفظ إلاّ التعبير الأخير عن تلك الحقائق أو قشرة اللّبّ ، على ما رسمت المدرسة الوجوديّة ، أم أنّ الذي ينشئ عمق القرآن وغور معانيه وثراء مفاهيمه وتعدّدها هو اللّفظ وكيفيّة استعماله وتركيبه ، ومن ثمّ فإنّ البطون والمعاني المترتّبة على بعضها هي من مقولة المفاهيم والتأويلات الذهنية التي تنبثق عن دلالة اللّفظ وطبيعة التركيب أو ممّا يحتمله اللفظ القرآنيّ ويكون أحد مدلولاته ، وتخضع عمليّة نيلها ووضع اليد عليها إلى بذل الجهد العقلي والنشاط الذهني التأويلي والاتّصاف بحدّة الذكاء وعمق التفكير وما إلى ذلك ؟
الحقيقة أنّ البطون مسألة ثابتة في ضوء الاتّجاهين كليهما المعرفي والوجودي ، وأنّ ما يختلف بينهما هو التفسير . فالاتّجاه المعرفي وما يتضمّنه من مدارس ينحصر تعاملها مع القرآن كنصّ وحسب ، فترى أنّ النصّ هو الذي يحوي عدداً من المعاني والبطون والأغوار . وأمّا الاتّجاه الوجودي فيتعامل مع البطون بوصفها حقيقة كائنة وراء النصّ وخارجة عنه تنطوي على مراتب ، فهنا مراتب وبطون ، وهناك مراتب وبطون أيضاً ، لكنّها في الاتّجاه الوجودي من سنخ الحقائق ، أمّا في الاتّجاه المعرفي فالبطون من مقولة

163

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست