( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) فقال : ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق - يعني أهل الكوفة - قال : قلت : يقولون إنّها لهم . قال : فما يخوّفهم إذا كانوا في الجنّة ؟ قال : فما تقول أنت جُعلت فداك ؟ فقال عليه السلام : هي لنا خاصّة . . . » [1] . عن أبي حمزة الثمالي قال : « كنت جالساً في المسجد الحرام مع أبي جعفر الباقر عليه السلام إذ أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له : يا ابن رسول الله إنّا نريد أن نسألك عن مسألة ، فقال لهما : سلا عمّا أحببتما ، قالا : أخبرنا عن قول الله عزّ وجلّ : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) قال : نزلت فينا أهل البيت » [2] . عن سورة بن كليب عن أبي جعفر الباقر عليه السلام « قال في هذه الآية : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) قال : السابق بالخيرات الإمام ، فهي في ولد عليٍّ وفاطمة عليهما السلام » [3] . الدليل الثاني : قال تعالى : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ) ( العنكبوت : 48 - 49 ) . استفاضت الروايات الواردة في ذيل هذه الآية أنّ المقصود بالذين أوتوا العلم ، هم أئمّة أهل البيت خاصّة . عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : قلت له : قول الله : ( بل هو آيات بينات في صدور الذين أُوتوا العلم ) قال : إيّانا
[1] بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 23 ، ص 218 . [2] نور الثقلين ، مصدر سابق : ج 4 ص 363 ، الحديث : 84 . [3] المصدر السابق : ج 4 ص 362 ، الحديث : 79 .