هذا الكتاب ، يمكن أن نذكر الأدلّة التالية : الدليل الأوّل : قال تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) ( فاطر : 32 ) . « والمراد بالكتاب في الآية - على ما يعطيه السياق - هو القرآن الكريم ، كيف وقوله في الآية السابقة : ( والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه ) نصّ فيه ، فاللام في الكتاب للعهد دون الجنس ، والاصطفاء أخذ صفوة الشيء ويقرب من معنى الاختيار ، والفرق أنّ الاختيار أخذ الشيء من بين الأشياء بما أنّه خيرها ، والاصطفاء أخذه من بينها بما أنّه صفوتها وخالصها » [1] . والمأثور في روايات كثيرة مستفيضة أنّ المراد بهم ذرّية النبيّ صلّى الله عليه وآله من أولاد فاطمة عليها السلام ، وهم الداخلون في آل إبراهيم في قوله : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ ) ( آل عمران : 33 ) . عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام أنّه قال : « وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسيّر به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى ، ثمّ قال : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) فنحن الذين اصطفانا الله عزّ وجلّ وأورثنا هذا الكتاب الذي فيه تبيان كلّ شيء » [2] . في كتاب سعد السعود لابن طاووس عن أبي إسحاق السبيعي قال : خرجت حاجّاً فلقيت محمّد بن علي الجواد عليهما السلام فسألته عن الآية :
[1] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 17 ص 46 . [2] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : كتاب الحجّة ، ج 1 ص 226 ، باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النبيّ وجميع الأنبياء والأوصياء ، الحديث : 7 .