نبيّ قال : بلى ، فسبقتُهم إلى الإقرار بالله عزّ وجلّ » [1] . وعن زرارة قال : « سألت أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن قول الله : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ) ( الأعراف : 172 ) ، قال : كان محمّد عليه وآله السلام أوّل من قال : بلى » [2] . وبهذا يتبيّن المعنى الدقيق للخاتميّة وأنّ المراد منها ليست هي الخاتميّة الزمانيّة فقط وأنّه لا نبيّ بعده ، بل المراد منها أيضاً الخاتميّة في درجات القُرب الإلهي ، وبتعبير القرآن الكريم في درجات العبوديّة ، فهو صلّى الله عليه وآله العبد الأوّل الذي ختم كلّ مراتب العبوديّة لله تعالى ، فأعطاه ما لم يعط أحداً من العالمين . وهذا ما يفسّر لنا السبب في سؤال إبراهيم عليه السلام اللحوق بالصالحين ، مع أنّ القرآن يصرّح بأنّه عليه السلام كان نبيّاً مرسلاً وأحد أُولي العزم من الأنبياء ، وأنّه إمام ، وأنّه مقتدى عدّة ممّن بعده من الأنبياء والمرسلين ، وأنّه من الصالحين بنصّ قوله تعالى : ( وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ) ( الأنبياء : 72 ) ، وهو مع ذلك كلّه يسأل اللحوق بالصالحين ، وهذا يكشف عن أنّ هناك قوماً من الصالحين سبقوه ، وهو يسأل اللحوق بهم فيما سبقوه إليه . وقد أُجيب عليه السلام بذلك لكن في الآخرة كما يحكيه الله تعالى في ثلاثة مواضع من كلامه ، حيث قال : ( وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) ( البقرة : 130 ) ، وقال : ( وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ
[1] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، مصدر سابق : ج 15 ص 15 . [2] المصدر السابق : ج 15 ص 17 .