خطره الجليل أو لتقدّمه في الخلق » [1] . وقال الطباطبائي : « ولم يخصّهم - أي هؤلاء الخمسة - بالذِّكر على هذا النمط إلاّ لعظمة شأنهم ورفعة مكانتهم ، فإنّهم أولو عزم وأصحاب شرائع وكتب ، وقد عدّهم على ترتيب زمانهم ، لكن قد قدّم النبيّ صلّى الله عليه وآله - وهو آخرهم زماناً - لفضله وشرفه وتقدّمه على الجميع » [2] . وهذا ما أكّدته النصوص الروائيّة أيضاً . عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام عن آبائه عن عليّ أمير المؤمنين عليهم السلام قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ما خلق الله خلقاً أفضل منّي ولا أكرم عليه منّي . قال عليّ عليه السلام : فقلت يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل عليه السلام ؟ فقال : يا عليّ إنّ الله تبارك وتعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين ، وفضّلني على جميع النبيّين والمرسلين . . . » [3] . وقد بيّنت بعض الروايات نكتة هذا التقدّم وملاكه : عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : إنّ بعض قريش قال لرسول الله صلّى الله عليه وآله : بأيّ شيء سبقت الأنبياء وفُضّلت عليهم وأنت بُعثت آخرهم وخاتمهم ؟ قال : إنّي كنت أوّل من أقرَّ بربّي جلّ جلاله وأوّل من أجاب حيث أخذ ميثاق النبيّين وأشهدهم على أنفسهم : ألستُ بربّكم ؟ قالوا : بلى . فكنت أوّل
[1] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، مصدر سابق : ج 2 ص 154 . [2] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 16 ص 278 . [3] نوادر الأخبار في ما يتعلّق بأصول الدِّين ، تأليف : المحدِّث الكبير المولى محسن بن مرتضى الفيض الكاشاني ، المتوفّى سنة 1091 ه - ، تحقيق : مهدي الأنصاري القمّي ، الطبعة الأولى : ص 130 .