responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 134


عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ) ( البقرة : 23 ) ، وليس ذلك إلاّ لأنّه هو صلّى الله عليه وآله الذي بلغ أعلى مراتب العبوديّة المحضة لله تعالى .
أنواع العبوديّة للّه تعالى اتّضح ممّا سبق أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله حاز أعلى مراتب العبوديّة لله تعالى ، لكن إلى جوار هذه الحقيقة يطرح تساؤل حاصله : أليس كلّ موجود ممكن هو عبداً لله تعالى ؟
وكلّ مخلوق لا ينفكّ عن كونه عبداً له تعالى . فكيف تقولون إنّ الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله حاز أعلى مراتب العبوديّة ، مع أنّ كلّ المخلوقات لها عبوديّة لله تعالى ولا امتياز لأحدها على الآخر ، لأنّها كلّها مصنوعة مخلوقة له تعالى ؟
وفي مقام الإجابة نقول : إنّ العبوديّة لله على نحوين :
العبوديّة العامّة : وهي عبوديّة تكوينيّة خارجة عن الاختيار ، وهي عبوديّة عامّة لكلّ المخلوقات وغير مختصّة بأحد دون آخر ، كما في الرحمة العامّة الشاملة لكلّ شيء ؛ قال تعالى : ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) ( الأعراف : 156 ) .
وإلى هذه الحقيقة أشار الطباطبائي في تفسيره حيث قال : « واعلم أنّ اتّخاذه تعالى أحداً من الناس عبداً غير كونه في نفسه عبداً ، فإنّ العبديّة من لوازم الإيجاد والخلقة لا ينفكّ عن مخلوق ذي فهم وشعور ، ولا يقبل الجعل والاتّخاذ وهو كون الإنسان مثلاً مملوك الوجود لربّه مخلوقاً مصنوعاً له ، سواء جرى في حياته على ما يستدعيه مملوكيّته الذاتيّة واستسلم لربوبيّة ربّه العزيز أو لم يجر على ذلك ؛ قال تعالى : ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ

134

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست