responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 132


النبيّ الأكرم أوّل المسلمين إلاّ أنّ الشيء الذي يستدعي الالتفات ، هو تلك الصيغة القرآنيّة الخاصّة التي نعتت الرسول صلّى الله عليه وآله بأنّه أوّل المسلمين ، كما في قوله تعالى : ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) ( الأنعام : 161 - 163 ) ، وبالإمعان في هذه الصيغة نجد أنّها تختلف عن الصيغة التي استعملها القرآن الكريم في وصف الأنبياء السابقين ، التي لم يستعمل فيها القرآن هذا الوصف حتّى بالنسبة لأنبياء أُولي العزم كما عرفت ، ومن ثمّ يكون وصف « أوّل المسلمين » مختصّاً بخاتم الأنبياء والمرسلين محمّد صلّى الله عليه وآله .
من هنا يُطرح هذا التساؤل بإزاء هذه الحقيقة القرآنية ، وهو ما هي طبيعة هذه الأوّليّة ، وهل هي أوّلية زمانيّة أم أنّها رتبيّة ؟
إن قيل : إنّ معناها هي الأوّليّة الزمانيّة ، أي أنّ المقصود منها هي أنّ نبيّنا صلّى الله عليه وآله أوّل المسلمين في عصره وبالنسبة لأمّته ، فالجواب أنّ بقيّة الأنبياء لا سيما أولي العزم عليهم أفضل الصلاة والسلام الذين سبقوا نبيّنا صلّى الله عليه وآله هم أولى بتسمية كلّ واحد منهم ب‌ « أوّل المسلمين » لأنّ كلّ واحد منهم هو كذلك بالنسبة إلى أمّته وعصره ، ومع ذلك لم يستعمل القرآن هذه الصيغة بالنسبة لغير الخاتم صلّى الله عليه وآله من بقيّة الأنبياء .
إذن الاستعمال القرآني لصيغة « أوّل المسلمين » مختصّ به صلّى الله عليه وآله دون سواه ، ممّا يكشف عن أنّ هذه الأوّليّة ليست هي الأوّليّة الزمانيّة ، بل المراد منها هي الأوّليّة الرتبيّة ، أي أنّ الرسول صلّى الله عليه وآله أوّل الأنبياء رتبةً من حيث الانقياد والطاعة والعبوديّة له تعالى ، فهو أوّل من

132

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست