responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 131


بمن يسألانه وأنّه من هو وما هو شأنه .
وليس المسؤول أيضاً ما ورد في قوله : ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) حيث بيّنت أنّه عليه السلام كان مسلماً وباختياره إجابةً لدعوة ربّه وامتثالاً لأمره ، وقد كان هذا من الأوامر المتوجّهة إليه في بدء أمره ، فسؤاله في أواخر عمره عليه السلام مع ابنه إسماعيل وهو في ذلك المقام ، يكشف عن أنّه يريد أمراً غير حاصل له ، وليس ذلك إلاّ درجة العبوديّة التامّة ، التي أشرنا إليها في هذه المرتبة .
نعم ، يبقى تساؤل : لماذا يسأل اللهَ سبحانه ما هو فعلٌ اختياريٌّ له ؟
والجواب : إنّ هذه المرتبة من الإسلام وإن كانت أمراً اختياريّاً للإنسان من طريق مقدّماتها ، إلاّ أنّها لعظم درجتها ومقامها كأنّها غير اختياريّة له ، بمعنى كونها غير ممكنة النيل إلاّ بإفاضة إلهيّة وعناية خاصّة ربّانية ، كسائر مقامات الولاية ومراحلها العالية وكسائر معارج الكمال البعيدة عن حال الإنسان بسبب مقدّماتها الشاقّة ، ولذا يمكن أن يعدّ أمراً إلهيّاً خارجاً عن اختيار الإنسان ، ويسأل الله تعالى أن يفيض بها عليه وأن يجعله متّصفاً بها .
ويتعقّب الإسلام بهذا المعنى المرتبة الرابعة من الإيمان ، وهو استيعاب هذا الحال لجميع الأحوال والأفعال ؛ قال تعالى : ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ( يونس : 62 ) ، فإنّ هؤلاء المؤمنين المذكورين في الآية يجب أن يكونوا على يقين من أن لا استقلال لشيء دون الله ، ولا تأثير لسبب إلاّ بإذن الله ، حتّى لا يحزنوا من مكروه واقع ولا يخافوا محذوراً محتملاً ، وإلاّ فلا معنى لكونهم بحيث لا يخوّفهم شيء ولا يحزنهم أمر ، فهذا النوع من الإيمان بعد الإسلام المذكور [1] .



[1] ينظر الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 1 ص 283 ، ص 301 .

131

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست