وأشقاه ، فقال : قد فعل الله ذلك به ، أذاقه الله حرَّ الحديد كما أذاق من كان قبله ممّن كذب علينا . يا يونس إنّما قلت ذلك لتحذّر عنه أصحابي وتأمرهم بلعنه والبراءة منه ، فإنّ الله بريٌ منه » [1] . عن حنان بن سدير قال : « كنت جالساً عند أبي عبد الله الصادق عليه السلام وميسر عنده ، ونحن في سنة ثمان وثلاثين ومائة ، فقال ميسر بياع الزطي : جعلت فداك ! عجبت لقوم كانوا يأتون معنا إلى هذا الموضع ، فانقطعت آثارهم وفنيت آجالهم ، قال : ومَن هم ؟ قلت : أبو الخطّاب وأصحابه . وكان متّكئاً فجلس فرفع إصبعه إلى السماء ، ثمّ قال : على أبي الخطّاب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، فأشهدُ بالله أنّه كافر فاسق مشرك ، وأنّه يُحشر مع فرعون في أشدّ العذاب غدواً وعشيّاً » [2] . الصنف الثالث : مقاطعة الغلاة وعدم مجالستهم عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال : « من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ، ونحن منه براء في الدُّنيا والآخرة . يا ابن خالد إنّما وضع الأخبار عنّا في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغّروا عظمة الله تعالى ، فمن أحبّهم فقد أبغضنا ومَن أبغضهم فقد أحبّنا ، ومن والاهم فقد عادانا ومن عاداهم فقد والانا ، ومَنْ وصلهم فقد قطعنا ومن قطعهم فقد وصلنا ، ومن جفاهم فقد برّنا ومن برّهم فقد جفانا ، ومن أكرمهم
[1] المصدر السابق : ج 2 ص 829 ، الحديث : 1047 . [2] المصدر السابق : ج 2 ص 584 ، الحديث : 524 .