وهذا ما نجده واضحاً في التحذير من بيان ما لا ينبغي بيانه لغير أهله في نصوص كثيرة ، منها : عن الحسن بن السرّي قال : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : « إنّي لأحدّث الرجل الحديث ، فينطلق فيُحدّث به عنّي كما سمعه ، فأستحلّ به لعنه والبراءة منه » . قال النعماني : يريد عليه السلام بذلك أن يحدّث من لا يحتمله ولا يصلح له أن يسمعه [1] . وعن المفضّل قال : « أخذ أبو عبد الله الصادق عليه السلام بيدي وقال لي : يا مفضّل إنّ هذا الأمر ليس بالقول فقط ، لا والله حتّى يصونه كما صانه الله ويشرّفه كما شرّفه الله ويؤدّي حقّه كما أمر الله » [2] . القسم الثاني : ما يتعلّق بالمتلقّي والسامع بعد أن تبيّن أنّ المتكلّم لا بدّ أن يراعي بعض القواعد حين الحديث عن هذه المعارف الدقيقة والعميقة ، نحاول الوقوف على القواعد والضوابط التي لا بدّ للسامع والمتلقّي حين يُلقى إليه مثل هذه الأحاديث الصعبة المستصعبة . وقد بيّن القرآن الكريم - بشكل عامّ - القاعدة الأساسيّة في هذا المجال ، كما جاء في النصّ الوارد عن يونس عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « إنّ الله حصّن عباده بآيتين من كتابه : أن لا يقولوا حتّى يعلموا ، ولا يردّوا ما لم يعلموا ، إنّ الله - تبارك وتعالى - يقول :
[1] كتاب الغيبة : ص 36 ، باب ما روي في صون سرّ آل محمّد ، الحديث : 7 . [2] المصدر السابق : ص 37 ، الحديث : 11 .