ابن حجر ، حيث قال بعد أن روى الحديث عن عدد من المصادر المعتبرة : « وذكْر ابن الجوزي لذلك في العلل المتناهية وهم أو غفلة عن استحضار بقيّة طرقه ، بل في مسلم عن زيد بن أرقم قال ذلك يوم غدير خمّ ، وهو ماء بالجحفة كما مرّ ، وزاد : أذكّركم الله في أهل بيتي » ، ثمّ قال : « والحاصل أنّ الحثّ وقع على التمسّك بالكتاب وبالسنّة وبالعلماء بهما من أهل البيت ، ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة » [1] . المبحث الثاني : متن حديث الثقلين اختلفت الصياغات التي ورد بها حديث الثقلين ، فبعضها مطوّلة وبعضها متوسّطة ، وبعضها مختصرة ، والسبب في ذلك يعود إلى طبيعة الواقعة التي صدر فيها ، ونقل بعضهم له بالمعنى ، لذا قال ابن حجر : « ولا تنافي إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ، اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة » . [2] في ضوء هذه الحقيقة لا بدّ من معرفة الألفاظ والمضامين المتواترة في هذه النصوص ، وذلك لما ثبت في مظانّه أنّه لا يثبت بالتواتر إلاّ القدر المتيقّن من ألفاظ هذه الأحاديث ، أي ما اتّفقت عليه ألفاظ هذه النصوص بصياغاتها المختلفة هو الذي يمكن القطع بصدوره منه صلّى الله عليه وآله . من هنا لا بدّ من إيراد بعض هذه الصياغات : ما أخرجه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم يوماً فينا خطيباً بماء يُدعى خمّاً بين مكّة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد ألا أيُّها الناس فإنّما أنا
[1] الصواعق المحرقة ، مصدر سابق : ج 2 ص 439 . [2] المصدر السابق : ج 2 ، ص 440 .