كتابنا المسمّى بالضعفاء والمتروكين ، فإنّك تعرف وجه القدح فيه » [1] . وهذا يعني أنّ الحديث الوارد في دواوين القوم يكون حجّة بحسب الميزان الذي ذكره ، بناءً على ذلك تتبيّن مناقضة ابن الجوزي لنفسه ، لأنّ حديث الثقلين وارد في دواوين القوم وصحاحهم . رابعاً : إنّ قدح ابن الجوزي لحديث الثقلين يرفضه جماعة من أكابر محقّقيهم وأعاظم محدّثيهم ، منهم : سبط ابن الجوزي ، حيث قال في التذكرة ، بعد أن نقل الحديث عن مسند أحمد : « فإن قيل : فقد قال جدّك في كتاب الواهية : عطيّة ضعيف ، وابن عبد القدّوس رافضيّ ، وابن داهر ليس بشيء . قلت : الحديث الذي رويناه أخرجه أحمد في الفضائل ، وليس في إسناده أحد ممّن ضعّفه جدّي ، وقد أخرجه أبو داود في سننه ، والترمذي أيضاً ، وعامّة المحدّثين ، وذكره رزين في الجمع بين الصحاح ، والعجب كيف خفي عن جدّي ما روى مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم » [2] . السخاوي ، حيث قال بعد إيراد الحديث وتأييده : « وتعجّبت من إيراد ابن الجوزي له في العلل المتناهية ، بل أعجب من ذلك قوله : إنّه حديث لا يصحّ » [3] . السمهودي ، قال بعد إثبات الحديث وروايته عن الصحاح والمسانيد : « ومن العجيب ذكر ابن الجوزي له في العلل المتناهية ، فإيّاك أن تغترّ به » [4] .
[1] الموضوعات ، لابن الجوزي ، تحقيق : محمّد عبد الرحمان ، المكتبة السلفيّة ، المدينة المنوّرة ، الطبعة الأولى : 1386 ه : ج 1 ص 99 . [2] نقلاً عن نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : ج 2 ص 50 . [3] المصدر السابق . [4] المصدر السابق .