والتوبيخ ، وقد قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ) ( الصف : 2 ) . ممّا تقدّم يظهر عدم إمكان نسبة كون حديث الثقلين من المناكير إلى الإمام أحمد بن حنبل كما ذكره البخاري . الإثارة الثالثة : « حديث الثقلين » من الأحاديث الواهية قال ابن الجوزي في كتابه « العلل المتناهية » ما نصّه : « حديث في الوصيّة لعترته . أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي ، قال أخبرنا محمّد بن المظفّر ، قال أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، قال حدّثنا يوسف بن الدخيل ، قال حدّثنا أبو جعفر العقيلي ، قال حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، قال حدّثنا عبد الله بن داهر ، قال حدّثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إنّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي ، وإنّهما لن يفترقا جميعاً حتّى يراد عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما . قال المصنّف : هذا حديث لا يصحّ ، أمّا عطيّة فقد ضعّفه أحمد ويحيى وغيرهما ، وأمّا عبد القدّوس فقال يحيى : ليس بشيء ، رافضيّ خبيث . وأمّا عبد الله بن داهر فقال أحمد ويحيى : ليس بشيء ، ما يكتب منه إنسان فيه خير » [1] . المناقشة : أوّلاً : إنّ هذا الحديث لم يرد بهذا السند فقط ، بل هناك أسانيد صحيحة للحديث ذكرها أحمد في مسنده كما تقدّم .
[1] العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ، عبد الرحمن بن الجوزي ، تحقيق : خليل الميس ، دار الكتب العلميّة ، بيروت ، الطبعة الأولى : 1403 : ج 1 ص 269 .