ثانياً : لو سلّمنا أنّ أحمد أخرجه بهذا السند الضعيف ، إلاّ أنّ هذا لا يستلزم ضعف الحديث ، لوروده في مصادر أخرى كصحيح مسلم الذي يعدّ من المصادر الأساسيّة عند أتباع الخلفاء . قال الحافظ السيوطي : « قال مسلم : ليس كلّ شيء عندي صحيح وضعته هنا ، وإنّما وضعت ما أجمعوا عليه » [1] . وقال أبو مهدي الثعالبي في « مقاليد الأسانيد » بترجمة مسلم : « وكان الحافظ أبو علي النيسابوري يقدّم صحيحه على سائر التصانيف ، وقال : ما تحت أديم السماء أصحّ من كتاب مسلم » [2] . وقال الدهلوي في « بستان المحدّثين » : « وبالجملة فإنّه قد انتخب صحيحه هذا من بين ثلاثين ألف حديث مسموع ، محتاطاً متورّعاً فيه غاية الاحتياط والورع » [3] . وعلى هذا فإدخال مسلم حديث الثقلين في صحيحه دليل واضح على إجماع العلماء على صحّته ، فالقول بعدمها معارضة صريحة لرسول الله صلّى الله عليه وآله . ثالثاً : إنّ ابن الجوزي نفسه صرّح بأنّ ما ورد في كتب القوم حجّة ؛ قال ما نصّه في كتابه الموضوعات : « فمتى رأيت حديثاً خارجاً عن دواوين الإسلام كالموطأ ومسند أحمد والصحيحين وسنن أبي داود والترمذي ونحوها فانظر فيه ، فإن كان له نظير في الصحاح والحسان قرب أمره ، وإن ارتبت به فرأيته يباين الأصول فتأمّل رجال إسناده واعتبر أحوالهم من
[1] تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ، عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي ، تحقيق : عبد الوهاب عبد اللطيف ، مكتبة الرياض الحديثة ، الرياض : ج 2 ص 182 . [2] نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار ، مصدر سابق : ج 2 ص 20 . [3] المصدر السابق .