responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 262


الجمع بين هذين الصنفين من الآيات ؟
وقد ذكرت في كلمات الأعلام معالجتان لذلك :
المعالجة الأولى : بالذات وبالغير أن يقال إنّ الآيات الدالّة على انحصار علم الغيب بالله تعالى غايتها الدلالة على أنّ علم الغيب منحصر به تعالى بنحو الاستقلال وبالذات ، بمعنى أنّه ليس محتاجاً فيه إلى غيره أبداً ، وذلك لأنّ الله تعالى واجب الوجود بالذات وغنيٌّ عمّا سواه ، وعليه فهو مصدر ومنبع كلّ الكمالات ومنها علمه تعالى بكلّ شيء ، وهذا المعنى لا يشاركه فيه أحد ؛ لوحدة واجب الوجود بالذات . ومن الواضح أنّ هذا لا يتنافى ولا يتقاطع مع تلك النصوص القرآنيّة التي أثبتت علم الغيب لغيره سبحانه ممّن اجتباهم وارتضاهم من عباده الصالحين ، لمصلحة وحكمة تقتضي ذلك ، لكن على نحو التبعيّة والتعليم والإفاضة منه سبحانه ، لذا قال تعالى حكايةً عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : ( قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ) ( الأنعام : 50 ) ، فهو يكشف عن فقره الذاتي ، إذ لا يملك من نفسه أيّ شيء ، إلاّ أنّ ذلك لا ينافي أن يفيض الله تعالى عليه من نعمه ومنها العلم بالغيب ، لذا جاء في ذيل الآية ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ ) ( الأنعام : 50 ) ، وكذلك في قوله تعالى : ( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ) ( النساء : 163 ) .
قال الطباطبائي معقّباً على قوله تعالى : ( إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) : « استثناء من قوله أحداً و من رسول بيان لقوله : من ارتضى ، فيفيد أنّ الله تعالى يظهر رسله على ما شاء من الغيب المختصّ به ، فالآية إذا انضمّت إلى الآيات التي تخصّ علم الغيب به تعالى كقوله : ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ) أفاد ذلك معنى الأصالة والتبعيّة ، فهو تعالى يعلم

262

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست