الغيب لذاته ، وغيره يعلمه بتعليم من الله تعالى . وهذه المعالجة لا تختصّ بمحلّ الكلام ، بل يمكن الاستعانة بها في موارد أخرى كثيرة أشار إليها القرآن الكريم من قبيل ما ورد في : الإماتة والتوفّي ، حيث يصرّح بأنّ الله هو الذي يتوفّى الأنفس حين موتها كقوله : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ) ( الزمر : 42 ) بينما نجده في آيات أخرى ينسب التوفّي إلى غيره : ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ) ( السجدة : 11 ) ، ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ) ( الأنعام : 61 ) . كتابة أعمال العباد ، قال تعالى : ( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ) ( النساء : 81 ) ، بينما قال في موضع آخر إنّ الملائكة مأمورون بكتابة الأعمال : ( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ) ( الزخرف : 80 ) . الخلق ، ففيما يسجّل القرآن بصراحة لا لبسَ فيها : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) ( الرعد : 16 ) ، نراه يعود لنسبة الخلق إلى آخرين كما في قوله : ( تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) ( المؤمنون : 14 ) ، الذي يفيد تعدّد الخالق ، أو قوله على لسان عيسى عليه السلام : ( أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ) ( آل عمران : 49 ) . الغنى ، فبعد أن أثبت القرآن في آيات كثيرة أنّ الله هو الغنيّ الحميد : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) ( فاطر : 15 ) ، عاد لنسبة الغنى والإغناء إلى رسوله محمّد صلّى الله عليه وآله أيضاً كما في قوله تعالى : ( وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ) التوبة : 74 ) .