اعتقادها وإرادتها ، وزوال الرِّجس عن هاتين الجهتين يرجع إلى ثبات القلب فيما اعتقده من المعارف الحقّة من غير ميلان إلى الشكّ ونوسان بين الحقّ والباطل » [1] . المقدّمة الرابعة : أهل البيت لهم علمٌ بالملكوت الواقع أنّ هناك طريقين لإثبات أنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام يعلمون ملكوت السماوات والأرض : الأوّل : يتمّ من خلال العودة إلى ما تقدّم إثباته في الفصل الأوّل ، حيث تبيّن أنّ المقصود من أهل البيت في آية التطهير هم عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين ، والتسعة من ذرّية الحسين عليهم السلام . وعلى هذا فالمطهّرون في قوله تعالى : ( لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) هم الذين أكرمهم الله تعالى بتطهير نفوسهم وقلوبهم كالملائكة الكرام أو الذين طهّرهم الله من البشر كما في قوله : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . ولا وجه لتخصيص المطهّرين بالملائكة كما عن جلّ المفسّرين لكونه تقييداً من غير مقيّد . الثاني : استفاضت النصوص الروائيّة التي صرّحت أنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام يعلمون ملكوت السماوات والأرض ، نشير إلى بعضها : عن عبد الله بن مسكان قال : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) قال : كشط لإبراهيم السماوات السبع حتّى نظر إلى ما فوق العرش ، وكشط له الأرض حتّى رأى ما في الهواء ، وفعل بمحمّد صلّى الله عليه وآله مثل ذلك ،