responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 202


وقال الطباطبائي : « والمعنى : لا يمسّ الكتاب المكنون الذي فيه القرآن إلاّ المطهّرون ، أو لا يمسّ القرآن الذي في الكتاب إلاّ المطهّرون ، والكلام على أيّ حال مسوق لتعظيم أمر القرآن وتجليله ، فمسّه هو العلم به وهو في الكتاب المكنون .
والمطهّرون - اسم مفعول من التطهير - هم الذين طهّر الله تعالى نفوسهم من أرجاس المعاصي وقذارات الذنوب أو ممّا هو أعظم من ذلك وأدقّ ، وهو تطهير قلوبهم من التعلّق بغيره تعالى ، وهذا المعنى من التطهير هو المناسب للمسّ الذي هو العلم دون الطهارة من الحدث أو الخبث كما هو ظاهر » [1] .
وقال في موضع آخر : « إنّ المطهّرين من عباد الله هم يمسّون القرآن الكريم الذي في الكتاب المكنون والمحفوظ من التغيّر ، ومن التغيّر تصرّف الأذهان بالورود عليه والصدور منه ، وليس هذا المسّ إلاّ نيل الفهم والعلم . ومن المعلوم أيضاً أنّ الكتاب المكنون هذا هو أمّ الكتاب المدلول عليه بقوله : ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) ( الرعد : 39 ) ، وهو المذكور في قوله : ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) ( الزخرف : 4 ) .
وهؤلاء قوم نزلت الطهارة في قلوبهم ، وليس ينزلها إلاّ الله سبحانه ، فإنّه تعالى لم يذكرها إلاّ كذلك أي منسوبة إلى نفسه كقوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ( الأحزاب : 33 ) ، وما في القرآن شيء من الطهارة المعنويّة إلاّ منسوبة إلى الله أو بإذنه . وليست الطهارة إلاّ زوال الرِّجس من القلب ، وليس القلب من الإنسان إلاّ ما يدرك به ويريد به ، فطهارة القلب - في الواقع - طهارة نفس الإنسان في



[1] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 19 ص 137 .

202

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست