وإنّي لأرى صاحبكم والأئمّة من بعده قد فعل بهم مثل ذلك » [1] . عن بريدة قال : « كنت جالساً مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وعليّ معه ، إذ قال : يا عليّ ألم أشهدك معي سبع مواطن حتّى ذكر الموطن الرابع ، أريت ملكوت السماوات والأرض ، فرفعت لي حتّى نظرت إلى ما فيها فاشتقت إليك ، فدعوت الله فإذا أنت معي ، فلم أرَ من ذلك شيئاً إلاّ وقد رأيت » [2] . عن بريدة الأسلمي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال : « قال رسول الله : يا عليّ إنّ الله أشهدك معي سبع مواطن حتّى ذكر الموطن الثاني ، أتاني جبرئيل فأسرى بي إلى السماء فقال : أين أخوك ؟ فقلت : ودعته خلفي ، قال فقال : فادع الله يأتيك به ، قال : فدعوت فإذا أنت معي ، فكشط لي عن السماوات السبع والأرضين السبع حتّى رأيت سكّانها وعمّارها وموضع كلّ ملك منها ، فلم أرَ من ذلك شيئاً إلاّ وقد رأيتَه كما رأيتُه » [3] . نتيجة البحث في حقيقة علم الإمام من مجموع ما تقدّم اتّضح أنّ حقيقة علم أهل البيت عليهم السلام إنّما هو علمٌ حضوريّ شهوديّ ، وليس من سنخ العلوم الحصوليّة التي تحصل من خلال الألفاظ والمفاهيم ، وممّا يؤكّد ذلك وصفهم عليهم السلام بأنّهم خزنة علم الله تعالى ، وأنّهم يعلمون بما في الأرض والسماء ، وأنّهم ورثة علم النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وأنّهم يعلمون كلّ شيء وغير ذلك من الروايات الدالّة على سعة علمهم عليهم السلام كما تقدّم في الفصل الأوّل .
[1] بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمّد : ج 1 ص 225 ، باب : 21 ، في أنّ الأئمّة عرض عليهم ملكوت السماوات والأرض ، الحديث : 420 . [2] المصدر السابق : ج 1 ص 228 ، الحديث : 431 . [3] المصدر السابق : ج 1 ص 225 ، الحديث : 421 .