responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 192


ما روي مكرّراً بألفاظ مختلفة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله في حديث الإسراء أنّه قال : « فكان توفيقاً من ربّي عزّ وجلّ أن غمضت عيني وكلّ بصري وغشي عنّي النظر ، فجعلت أبصر بقلبي كما أبصر بعيني ، بل أبعد وأبلغ ، فذلك قوله عزّ وجلّ : ( مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ) ( النجم : 17 - 18 ) . [1] وغير ذلك من الروايات المتضافرة التي تؤكّد هذه الحقيقة التي انتهينا إليها في البحث القرآني ، وهي توفّر الإنسان على أدوات وحواسّ باطنيّة لرؤية باطن وملكوت الأشياء .
المقدّمة الثالثة : شرائط وموانع رؤية الملكوت بعد أن تبيّن أنّ الملكوت هو الوجه الآخر لعالم الشهادة ، وهو الجانب الغيبي للعالم الذي هو بيده سبحانه ؛ لقوله : ( فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) ( يس : 83 ) ، وهو المعبَّر عنه بغيب السماوات والأرض كما في قوله تعالى ( إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ( البقرة : 33 ) . واتّضح أيضاً أنّ رؤية الملكوت ليست رؤية بصريّة بالعين المادّية ، بل هي رؤية البصيرة والفؤاد والقلب . . .
نقول إن هذا النوع من الرؤية وإن اختلف عن الرؤية المتحقّقة بالعين المادّية من جهة ، إلاّ أنّه يتّفق معها في جهة أخرى ، وهي أنّه كما يجب في تحقّق الرؤية البصريّة توفّر شروطها من صحّة العين وسلامتها وقابليّتها على



[1] بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، مصدر سابق : ج 18 ص 395 ، تاريخ نبيّنا ، باب إثبات المعراج ، الحديث : 100 .

192

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست