responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 108


مشخّصات الحوادث وخصوصيّات الأشياء المتغيّرة المتبدّلة - لا يتبدّل هو في نفسه ، ولا يتسرّب إليه أيّ تغيّر أو تحوّل .
إذن فهذا الكتاب المبين - الذي يحصي جميع ما وقع في عالم الصنع والإيجاد ، ممّا كان وما يكون وما هو كائن من غير أن يشذّ عنه شاذّ - أمر نسبته إلى الأشياء جميعاً ، نسبة الكتاب المشتمل على برنامج العمل إلى نفس العمل ، ففيه نوع تعيين وتقدير للأشياء ، إلاّ أنّه موجود قبل الأشياء ومعها وبعدها ، وهو المشتمل على علمه تعالى بالأشياء علماً لا سبيل للضلال والنسيان إليه ، قال تعالى : ( قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ) ( طه : 53 , 52 ) .
الأمر الرابع : سبب تسمية الكتاب المبين بأُمّ الكتاب عبّر القرآن الكريم عن الكتاب المبين بأنّه أُمّ الكتاب ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) ( الزخرف : 4 ) ، ومردّ ذلك إلى أنّ هذا الكتاب هو الأصل الذي تنشأ منه الأشياء وترجع إليه ، فإذن هو أمّ ، لأنّ الأمّ في اللغة ، الأصل الذي يرجع إليه ، وقد استبانت مرجعيّته للأشياء وأنّه يضبط صورها الثابتة على نحو دقيق لا يضلّ ولا ينسى ، بعد نزولها من الخزائن الإلهيّة صوب عالم التحقّق والتنجّز ، ويحفظ مشخّصاتها أثناء وجودها وبعده ، فإذن هو أمّ الكتاب وأصل الأشياء .
بهذا الوصف يصير الكتاب المبين مصدراً لجميع الكتب الأخرى ، تستنسخ منه باقي الكتب ؛ قال تعالى : ( هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( الجاثية : 29 ) .
وهذا ما أكّده عدد وافر من روايات الفريقين :

108

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست