responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 107


أمرٌ وراء هذا الكون مكتوبة فيه هذه الأشياء نوعاً من الكتابة ، مخزونة فيه نوعاً من الخزن ، غائبة عن شهادة الشهداء من أهل العالم ؟
وبلفظ آخر : الأشياء الواقعة في الكون المعدودة بنحو العموم في الآية ، أهي واقعة بنفسها في الكتاب المبين كما تقع الخطوط بأنفسها في الكتب التي عندنا ، أم هي واقعة بمعانيها فيه كما تقع المطالب الخارجيّة بمعانيها بنوع من الوقوع في ما نكتبه من الصحائف والرسائل ، ثمّ تطابق الخارج مطابقة العلم العين ؟
أجاب الطباطبائي على هذا التساؤل بقوله : « إنّ قوله تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ( ( الحديد : 22 ) ، يدلّ على أنّ نسبة هذا الكتاب إلى الحوادث الخارجيّة ، نسبة الكتاب الذي يكتب فيه برنامج العمل إلى العمل الخارجي » .
ثمّ قال : « فالكتاب المبين - أيّاً ما كان هو - شيء غير هذه الخارجيّات من الأشياء بنحو من المغايرة ، وهو يتقدّمها ثمّ يبقى بعد فنائها وانقضائها ، كالبرامج المكتوبة للأعمال التي تشمل على مشخّصات الأعمال قبل وقوعها ، ثمّ تحفظ المشخّصات المذكورة بعد الوقوع » [1] .
والحاصل أنّه لا يمكن المصير إلى أنّ الكتاب المبين هو هذه الأعيان الخارجيّة الواقعة في متن الكون ، وذلك لأنّ هذه الموجودات والحوادث التي في عالمنا متغيّرة متبدّلة ، تجري عليها قوانين الحركة العامّة ، وقد تقدّم أنّ الآيات دالّة على عدم جواز التغيير والفساد فيما يشتمل عليه هذا الكتاب كما في قوله : ( في لوح محفوظ ( وقوله : ( وعندنا كتاب حفيظ ( . فهي - كما ترى - واضحة الدلالة على أنّ هذا الكتاب في عين أنّه يشتمل على جميع



[1] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 7 ص 126 .

107

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست