نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة جلد : 1 صفحه : 269
في الدنيا ، قال : فأي الكلام أفضل عند الله عز وجل ؟ قال _ عليه السلام _ : كثرة ذكره والتضرع إليه بالدعاء ، قال : فأي القول أصدق ؟ قال _ عليه السلام _ : شهادة أن لا إله إلا الله . قال : فأي الاعمال أعظم عند الله عز وجل ؟ قال _ عليه السلام _ : التسليم والورع ، قال : فأي الناس أصدق ؟ قال _ عليه السلام _ : من صدق في المواطن . ثم أقبل _ عليه السلام _ على الشيخ ، فقال : يا شيخ ! إن الله عز وجل خلق خلقا ضيق الدنيا عليهم ، نظرا لهم فزهدهم فيها وفي حطامها ، فرغبوا في دار السلام التي دعاهم إليها ، وصبروا على ضيق المعيشة وصبروا على المكروه ، واشتاقوا إلى ما عند الله عز وجل من الكرامة ، فبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله . وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة ، فلقوا الله عز وجل وهو عنهم راض ، وعلموا أن الموت سبيل من مضى ومن بقي ، فتزودوا لآخرتهم غير الذهب والفضة ، ولبسوا الخشن ، وصبروا على البلوى ، وقدموا الفضل ، وأحبوا في الله وأبغضوا في الله عز وجل ، أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة ، والسلام . قال الشيخ : فأين أذهب وأدع الجنة وأنا أراها وأرى أهلها معك يا أمير المؤمنين ، جهزني بقوة أتقوى بها على عدوك ؟ فأعطاه أمير المؤمنين _ عليه السلام _ سلاحا وحمله ، وكان في الحرب بين يدي أمير المؤمنين _ عليه السلام _ يضرب قدما وأمير المؤمنين _ عليه السلام _ يعجب مما يصنع . فلما اشتد الحرب أقدم فرسه حتى قتل - رحمة الله عليه - ، واتبعه رجل من أصحاب أمير المؤمنين _ عليه السلام _ فوجده صريعا ووجد دابته ووجد سيفه في ذراعه ، فلما انقضت الحرب أتى أمير المؤمنين _ عليه السلام _ بدابته وسلاحه ، وصلى عليه أمير المؤمنين _ عليه السلام _ ، وقال : هذا والله السعيد حقا فترحموا على أخيكم [1]