نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة جلد : 1 صفحه : 116
_ صلى الله عليه وآله وسلم _ يومئذ ، والله إنه لقائم وعلي _ عليه السلام _ إلى جانبه ، وهو يقول : يا أيها الناس ! إن الله أمرني أن
والمارقين . فأما الناكثون فقد قاتلناهم ، وهم أهل الجمل - طلحة والزبير . وأما القاسطون فهذا منصرفنا عنهم - يعني معاوية وعمرو بن العاص . وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروان ، والله ما أدري أين هم ؟ ولكن لا بد من قتالهم إن شاء الله تعالى . ثم قال : سمعت رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ يقول لعمار بن ياسر : تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك على الحق ، والحق معك يا عمار ! إن رأيت عليا سلك واديا ، وسلك الناس كلهم واديا ، فاسلك مع علي ، فإنه لن يرديك في ردى ، ولن يخرجك من هدى . يا عمار ! من تقلد سيفا أعان به عليا قلده الله يوم القيامة وشاحين من در ، ومن تقلد سيفا أعان به عدو علي قلده الله وشاحين من النار . قلنا : يا هذا ! حسبك رحمك الله . توفي أبو أيوب ( رضي الله عنه ) في - الصائفة - وهي غزوة الروم ، ودفن عند سور القسطنطينية ، وبني عليه قبة يسرج فيها . واختلف المؤرخون في السنة التي كانت بها هذه الغزاة ومات فيها أبو أيوب ، فقال المسعودي في مروج الذهب : كانت سنة ( 45 ه ) وقال غيره : كانت سنة ( 50 ه ) وقيل : ( 51 ه ) وقيل : ( 52 ه ) والله أعلم . وأما عمار بن ياسر ، فقد اتفقت الأقوال على أنه كان عربيا قحطانيا مذحجيا من عنس - بالنون - في مذحج . . . ويقوى لدينا في نسبه أن عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذين - أو الوذيم - بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن بأم بن عنس ابن مالك بن أدد بن زيد العنسي المذحجي . . . ، وقال بعضهم : ابن عبس - بالباء الموحدة - نسبة إلى عبس القبيلة المشهورة ، ومنهم من قال : ياسر بن مالك فأسقط عامرا ، وقال بعضهم عامر بن عنس فأسقط باما ، والأول هو المشهور عن المحققين . فهو عربي صميم ولد في مكة ونشأ فيها بين حلفائه بني مخزوم ، ويظهر أنه ليس في مكان ولادته خلاف ، فقد ولد في مكة ، وليس لدينا من النصوص ما نتبين به نشأته والتعرف عليه واستبطان حقائقه في جاهليته ، حتى ولا إلمامات بسيطة نستعين بها على كشف حاله في ذلك العصر المضطرب الذي اشتد فيه التنافس في نعيم الحياة ، والتكاثر في المال ، والمفاخرة في الأنساب . رافق النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ في جهاده من غزواته الأولى إلى آخر الغزوات ، وقد أبلى البلاء الحسن وعرف بمواقفه الصلبة ودفاعه عن النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، ولما انتقل النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ إلى الرفيق الأعلى كان أحد الأركان الذين لاذوا بآل الرسول _ صلى الله عليه وآله وسلم _ واعتصموا بحبلهم ، فلم يفارق أمير المؤمنين _ عليه السلام _ بل لزمه معترفا أن الخلافة له وأنه صاحبها الشرعي الموصى له بها وبقي وفيا له ملازما لطريقه . وسمع عمار بن ياسر ( رضي الله عنه ) يقول عند توجهه إلى صفين تلك المعركة التي دارت رحاها بين الحق والباطل بين الخليفة الشرعي أمير المؤمنين علي _ عليه السلام _ وبين الطاغية معاوية : اللهم ! لو أعلم أنه أرضى لك أن أرمي بنفسي من فوق هذا الجبل لرميت بها ، ولو أعلم أنه أرضى لك أن أوقد لنفسي نارا فأقع فيها لفعلت ، وإني لا أقاتل أهل الشام إلا وأنا أريد بذلك
116
نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة جلد : 1 صفحه : 116