نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 94
صعبة ، فدار الأمر بين طرح إحدى اثنتين النص أم الاجماع ، فكان الأخذ بالاجماع أوفق لمجريات التاريخ السقيفي ، والتحفظ على النص بالشكل الذي يضمن إلقائه دون منافسته لنظرية الاجماع واصطدامه مع السرد التاريخي للأحداث ، وهي محاولة أقل ما يقال فيها متعذرة الوقوع تلكأت حتى في إقناع أتباع مدرسة الخلفاء السنية وذلك لمعاناتها من قوة النص النبوي الذي يفرض نفسه على الأحداث ، ومن ضعف مقالة الاجماع لأنها مخدوشة علمياً وعملياً فالاجماع في نظر هذه المدرسة هو اطباق المسلمين على شيء وشذوذ أحدهم خرقٌ بيّن للاجماع فكيف بانشطار المسلمين إلى مجاميع وتكتلات وأحزاب إبان يوم السقيفة بين مؤيد لها وبين رافض وبين مساوم وبين متوقف ؟ فكتلة الشخين ومن تبعهما تحت ظل سقيفة بني ساعدة تتداول الأمر بينها ، وجماعة الهاشميين ومن تبعهم من المهاجرين والأنصار يجتمعون عند علي بن أبي طالب يعبّرون على أقل تقدير عن رفضهم لهذا العمل المتسرع الذي استبعدهم عن الأحداث كمسلمين ضمن الجماعة الإسلامية فضلاً عن قربهم لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومكانتهم عنده ، والحزب الأموي بزعامة أبي سفيان يترصد الأحداث ليتخذ ما يلزم اتخاذه من أجل الحصول على موطأ قدم في ساحة الأحداث الجديدة الساخنة ، وبني زهرة كعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص واتباعهم مرتبكون عن اتخاذ أي إجراء لا يعلمون ما يجري خلف كواليس تلك السقيفة ، وإذا بالاعلان يسمعه الملأ المنقسم على نفسه المختلف في رأيه المنشطر في تأييده ، أن قد تم الأمر باجماع من عامة المسلمين واتفاق آرائهم ، وهي عملية طارئة كانت لها كسب الجولة الآنية فقط ، وقد بُرِر ذلك بأن الأحداث الخطيرة التي تلوح في أفق المسلمين تنذر بخطر الفتنة وشق وحدة الأمة وأن أي تأخير لاتخاذ ما
94
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 94