نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 91
الوحدة والحفاظ على كلمة المسلمين من الانشقاق - وهي ما اعتادت عليه النظرية السنية من تبريرات سلوكياتها المراعية للخط السياسي العام - وراح أتباعها يتعاملون مع الحدث الجديد دون أن يتركوا بصماتهم عليه مداراة للحاكم الذي أجمعت عليه الأمة ، أو اتفق عليه أهل الحل والعقد ، كما هي عليه الطروحات السياسية الحاكمية ، وعلى الأمة إطاعته ، وعدم شق عصا الطاعة خوفاً من انشقاق كلمة المسلمين ، وحفاظاً على وحدة الجماعة الإسلامية ، مع الاحتفاظ بالانكار في القلب ، وعدم الرضا القلبي كاف لكون المسلم مستنكراً لما فعله الحاكم من ارتكاب الفسق والظلم ، هذه توجهات نظرية الاجماع وتحالفاتها مع أي نظام سياسي قائم أو سيقام مستقبلاً . أما اتباع النظرية الإمامية فإنهم يستنكرون من أول الأمر أن يكون الخليفة غير معصوم وذلك بتعيينه بالنص النبوي الشريف وعندها فلن تواجه الأمة بعد ذلك خطر انحراف الحاكم وتبعية التصرفات الطائشة التي سيرتكبها غير المعصوم والذي أجمعت عليه الأمة . فالإمامية تعتقد أن منصب الإمامة لم يكن إلاّ بالنص من الله تعالى وعلى لسان نبيه الكريم ، لا على أساس الانتخاب أو الشورى ، فالإمامة منصب إلهي أقدس لا يستحقه إلاّ من كانت له نفس قدسية ملكوتية منزهة عن السفاسف ومحقّرات الأمور ، وتهيئه لاحتمال أعباء الرسالة ومهمة التبليغ ، حتى يصل الفيض إلى عامة الملكفين وقد تعذر على الأمة تعيين المعصوم من بين باقي المكلفين ، فصار النص على الإمام لطفاً إلهياً ، مكملاً لألطاف الإمامة . وللعلامة الحلي وهو من أكابر علماء الإمامية دليل عقلي لاثبات الإمامة وأنها منصب إلهي لا يناله الإمام إلاّ بالنص عليه من قبل الله تعالى قال فيه [1] : والدليل على ما ذهبنا إليه وجهان : الأول أنا قد بيّنا أنه