نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 8
وحتى إلى نفسيّ في أحايين أخرى . وكانت أبرز هذه المعادلات الثوابت هي معادلة الإمامة وعلاقتها بمهمّة النبوة ، فحدت بالرسالة إلى تقديم طروحاتها من أجل تنظيم الوشائج العقائدية وحالت بينها وبين أي انقلاب على مستوى الفكر أو العاطفة أو هما معاً ، حتى كان للجهد التثقيفي النبوي على صعيد البنية الفكرية في مجال الإمامة سُلّماً من الأولويات مرتباً في طول مهامه التبليغية . إذن فقد كانت معادلات الإمامة ذات أطراف أربعة حرص النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على توازن كل طرفين ذي علاقة ، فطرفا النبوة والإمامة شكلاّ معادلة واحدة ، وطرفا التبليغ النبوي ، وتسليم الأمة شكّلا معادلة أُخرى . وكلا المعادلتين تجتمعان لتشكلان الرؤية الإسلامية للإمامة . فالمعادلة الأُولى - وهي النبوة والإمامة - كان المحور الأول والرئيسي للكتاب الذي بين يديك . والثانية وهي معادلة التبليغ النبوي والتسليم تُستل قراءتها من بين مطاوي الكتاب ، إلاّ أنها كخطوة أولية تهيّئ القارئ للدخول إلى أبواب الكتاب المتفرقة المجتمعة ، لذا فإني أسعى إلى بيان حقيقة واحدة مهمة وهي : أن الفهم العام هذا قد انشطر بُعيد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى كيانات منظمة وغير منظمة ، فرضتها الحالة العامة للظرف السياسي الملتهب الذي أبدى استعداداً عظيماً لانشطارات متلاحقة سريعة جداً ضبَّبت الرؤية الإسلامية ، وعمّقت خنادق الفكر بين خصم الفهم العام ، فقد كانت الثوابت التي قدّمها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كنصوص أولية لأطروحة الإمامة واحدة تماماً ، وكانت قراءات تلك الثوابت في الوقت نفسه مختلفة جداً ، حتى حالت بين حقيقة تلك النصوص وبين الفهم العام الإسلامي لبعض التشكيلات السياسية ، التي
8
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 8