نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 65
أزمة المؤرخ الإسلامي بين النظرية والتطبيق : تنتاب المؤرخ الإسلامي حالةٌ من العاطفة ، بل قل من العصبية ما يربك نظرته للحدث الإسلامي ، ويكون تقريره للأحداث من الزاوية التقليدية التي ورثها من بيئته أو تلقاها من أسرته ، وهذه النظرة التقليدية ، هو الموروث التقليدي الذي خلّفه الكثير من المؤرخين للجيل الإسلامي ، بل وللفكر والثقافة الإسلاميتين . فمن نظرية تقديس الصحابة ، والتوقف في ذكر بعض التجاوزات المرتكبة ، نشأت مدرسة تاريخية خطيرة ، تلتزم بعدم التعرض للسيرة أو التوقف فيها أو توجيهها بما يناسب ذوق الكاتب نفسه ، وهي أخطر عملية لاستنزاف فكري مقيت يكلّف الأمة دفع ثمنه إلى مدى أجيال . وقد حرص الكاتب التاريخي أن يصحح ما صدر من الصحابة لئلا تنخرم قاعدة « عدالة الصحابة » وهي كما تعلم نظرية مدخولة ودخيلة ، اخترقت الفكر الإسلامي وأخذت تسايرهُ في كل حين حتى دخلت دون استئذان إلى كتب الحديث فوضعت من الأحاديث وحرّفت وغيرت ما يضمن إبقاء الهالة المقدسة لبعض الصحابة ، وما يؤدي من توجيه « الشطحات الصحابية » إلى نظرات حكيمة » لأن الحديث الموضوع « أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم » يبرر أي عمل قد صدر من بعض الصحابة . ولا يخفى أن « الحديث السياسي » قد لعب دوراً مهما في انقاذ ماء وجه البعض كما أن القول بعدم العصمة يوجب التسليم إلى أن الخليفة إنسان ينسى ويسهو ويرتكب القبيح كأي إنسان آخر ، وهو مع ذلك يقتدى به ويهتدى بهداه ، أليس حديث : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم يضمن لزوم الطاعة ويوجب التقديس لكل الصحابة ؟ إذن فكل صحابي
65
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 65