responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 59


ومدارس فكرية لا يستهان بها ، وعلى هذا فلم يظهر الاجماع والحالة هذه على أرض الواقع ، بل هو لا يزال في حيز التنظير التزمته بعض المدارس لتصحيح توجهاتها وايجاد مبتنياتها الفكرية والسياسية .
وإذا أردنا أن نقرأ الإجماع قراءة علمية لها دلائلها على المستويين الفقهي والأصولي أو على مستوى التنظير السياسي فإن الاجماع الذي تصوره البعض لا يتعدى مستوى الاجماع الصوري ، الذي بواسطته يمكن تصحيح بعض المبتنيات السياسية أو الفكرية .
قال ابن حزم الأندلسي في المحلى :
ومسألة الاجماع هو ما تيقن أن جميع أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عرفوه وقالوا به ولم يختلف منهم أحد ، كتيقننا أنهم كلهم رضي الله عنهم صلوا معه ( عليه السلام ) الصلوات الخمس كما هي في عدد ركوعها وسجودها أو علموا أنه صلاها مع الناس كذلك وأنهم كلهم صاموا معه أو علموا أنه صام مع الناس رمضان في الحضر وكذلك سائر الشرائع التي تيقنت مثل هذا اليقين والتي من لم يقر بها لم يكن من المؤمنين . وهذا ما لا يختلف أحد في إنه اجماع وهم كانوا حينئذ جميع المؤمنين لا يؤمن في الأرض غيرهم ومن ادعى أن غير هذا هو إجماع كلف البرهان على ما يدعي ولا سبيل إليه .
وما صح فيه خلاف من واحد منهم أو لم يتيقن أن كل واحد منهم رضي الله عنهم عرفه ودان به فليس إجماعاً ، لأن من ادعى الاجماع ها هنا فقد كذب وقفا ما لا علم له به ، والله تعالى يقول : ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) [1] .



[1] المحلى لابن حزم ج 1 ص 54 دار الآفاق الجديدة - بيروت .

59

نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست