نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 48
ما احتكمت به ، ورجعت إليه . قلت : إن كنتم قد أخذتموني باجماع الأمة ، وصدقتموني بما أورده أهل السير والتاريخ فسأرجعكم إلى ما أقررتم له وسلمتم به ، وسنقرأ عليكم من أخبار البيعة ، وأحوال الاجماع ما يكون لكم شافيا ودليلاً وافياً ، وأراكم قوماً ليس بيننا وبينكم خلاف ، فقد أقررتم ما أقررنا به وذهبتم إلى ما نذهب إليه ، غير أننا نلتزم بالنص الذي ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، بطريق الفريقين ، وأنتم تلتزمون بما ورد من توجيه أو رأي أو نظرة تفسرون ما ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونحن وإياكم كالظمآنين ، أحدهما لا يرد إلاّ من أصل العين فينتقع غليله ويطفئ لهب ظمئه ، والآخر يترك صاحبه ليبتعد ويبتعد حتى يرد من آخر الماء ليشرب ، فيعلق به من الوحل والحجارة والأخلاط ، ما يُنغّص عليه شربه ، ويكدّر عليه نقيعه وإني ، كما سلّمتم معي في أمور ، فسأسّلم معكم في إجماع الأمة ، مراعاةً لأدب البحث والنقاش بيننا وبينكم ، فإنا لا نبغي على أحد ، وإن بُغي علينا في مقالاتهم ، ولا نتهم أحداً وإن كالوا علينا من التهم والشتائم ، ولا نطعن في إيمان أحد وإن كُفّرنا واتُهمنا واعتدي علينا ، وليس لشيء سوى النقاش والبحث عن الحقيقة ، فانا كلما دعونا إلى الحقيقة ونبذ الخلاف بيننا والاتفاق على ما ورد عن طريق الفريقين ، سمعنا ما يُقرّح القلوب ويُثير الغيور ، فمثلاً لو أراد الفخر الرازي مناقشتنا في الإمامة والخلافة فإنه لا ينهي قوله إلاّ بالشتم واللعن حيث يقول : وذلك يوجب القطع بسقوط قول هؤلاء الروافض لعنهم الله [1] . ومن ذلك قول الذهبي في التفسير والمفسرون ، وهو حديث عهد بأساليب أدب الجدل العلمي والنقاش الموضوعي في القرن العشرين قال