نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 47
خلت منه القرون الأولى ، ألا سمعت كتاب الله تعالى يقول : ( وما أرسلنا من قبلك رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخر خير للذين اتقوا أفلا تعقلون ) [1] . وقوله تعالى : ( قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) [2] فإن السير في الأرض ، هو الضرب فيها لمعرفة أحوال الماضين وأخذ العبرة مما جرى عليهم ، وهي كناية عن البحث والتحقيق في أخبار الأمم السابقة ، مسلمة كانت أو غير مسلمة ، وهذا لعمري خير ما دعا إليه القرآن الكريم للكشف عن الذات المسلمة ، بالبحث عن عاقبة من سبقنا ، بل هو برنامج تثقيفي اعتمده القرآن وأكد عليه لقراءة تراثيات الأمم ، واستخلاص العبرة منها . فهل إعادة قراءة التاريخ لمعرفة ذاتنا المضطربة والبحث عن هويتنا المفقودة بين زحام الآراء والأهواء وتلمّس معالم شخصيتنا المشوّهة واصلاحها جرّاء تجاعيد التوجيه والتشكيك ، هو شقٌ للكلمة ودعوة للفرقة ؟ . إن اللجوء للطعن في جهود البحث والتنقيب وَكَيل التهم إليها ما هي إلاّ حيلة العاجز ومنطق الخسران . قالوا : مهما أردت أن تقول ففيه من الصواب وجه ، وقد نُسلّم في ما ذهبت إليه ، لأن بيننا وبينك كتاب الله شاهد ، ومنطق العقل والواقع حاكم ، لكنك لا تستطيع أن تردّ على اجماع الأمة ، وما ذهبَ إليه أهل الحل والعقد ، فإنه بيننا وبينك حجة دامغة وقضية قاطعة وقد عرفناك أن تجعل بيننا وبينك ما اتفقنا عليه وما سطرهُ أهل السير والتاريخ من الفريقين ، وهو خير