responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 46


قالوا : إن الأمة بعد إسلامها اكتمل رشدها ، وعند صحبتها لنبيها وقد حلَّ بين ظهرانيها أرشدها إلى أحسن المناقب وأكمل الصفات حتى صارت لا تجتمع إلاّ على خير ، وهذا بفضل الإسلام وحُسن الصحبة ، وهو ما يصحح إجماعها ويوّحد كلمتها .
قلت : إذا كان الأمر كذلك فما الحاجة إلى خليفة يرعاها وإمام يسوسها ؟ ألا تكتفي بحسن تأديب نبيها وقد أودع عندها أحسن الصفات ، وأدّبها بأكمل الأخلاق ، فكان من اختيار الخليفة لغواً وعبثاً وهي القادرة على إدارة شؤونها وسياسة أحوالها ، وقد ذهب إلى هذا القول من المعتزلة أبو بكر الأصم ، وردّ عليه القرطبي في تفسيره [1] بوجوب الإمامة ، لدلالة القرآن عليها وحاجة الأمة إليها وقوله تعالى : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) دليل على وجوب الإمامة والخلافة ، ثم وصفه بأنه الأصم عن الشريعة ، لقوله بعدم وجوب الإمامة .
قالوا : لا زلت تُسفّهُ اجماع أهل الحل والعقد وتطعن في كلمتهم وما برحت تشق الكلمة وتدعو إلى الفرقة ، وذلك بأمور تثيرها وقد مضت عليها سنون ، والأمة مجتمعة على ما ذهبت إليه كلمة أهل الحل والعقد وما أجمعت عليه آراؤها والواجب علينا أن لا نشغل أنفسنا ونمزق اجتماعنا بأمورِ قد خلت القرون فيها وذهب كلٌ إلى ربه ، وليس من الحكمة الرجوع إلى الماضي وإثارة أشجانه .
قلت : معاذ الله من التسفيه بل الحكمة معرفة ما حلَّ بالأمة من نكسات وما جرى فيها من المصائب لأن معرفة حالنا منوطٌ بمعرفة ما



[1] راجع تفسير القرطبي ج 1 ص 264 دار احياء التراث العربي - بيروت .

46

نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست