نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 45
الصغائر أو الكبائر بحجة أنه بشر ، فإن الأمّة أفضل من نبيها لأن فيها إجماع أهل الحل والعقد ، ينقذها من الضلالة ، ويأخذ بها إلى المحجة البيضاء ، وقد عصمها الله من الخطأ والسهو وارتكاب القبيح ، لأنها لا تجتمع إلاّ على خير . وهل كل إجماع الأمة مسددٌ من الله ، وقد أجمعت من قبل أمة موسى على عبادة العجل واتّباع السامري ، وما الفرق بين إجماع أمة محمد ، وإجماع أمة موسى ؟ . قالوا : قياس مع الفارق ، فإن أمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هي الأمة المرحومة ، وقد نَضُجَ عقلها ، واكتمل رشدها ، وهي خير الأمم بنص الكتاب : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) ، سادت الأمم في الجاهلية ، وحسنت سيرتها بالإسلام ، حتى كانت أفضل الأمم ، وأشرفها وأحسنها ، فنظر إليها الناس نظرة إكبار وإجلال وسيادة ، ومن كان هذا حالها فحريٌ بها أن لا تجتمع إلاّ على خير . قلت : ينتقض كلامكم هذا باجماع أهل التوحيد بالقول بوجوب بعثة الأنبياء وأنتم منهم ، واتفاق أهل القبلة على أن الله تعالى لا يبعث نبياً إلاّ مبلغاً ومنذراً لأمته إنقاذاً لهم من الضلالة وحيرة الجهالة ، وهو ما يدل على أن الأمة مهما بلغت من الرقي فإنها لا تبلغ الصلاح من معرفة ما أراده الله تعالى وما نهى عنه إلاّ بحجة يبلغها أحكام الله ويأخذ بها إلى معرفته ووجوب طاعته ، ولو كان الأمر كذلك فإن الأمة قبل البعثة قد اجتمعت على كثير أمور وجُلَّ عادات ، اتخذتها لنفسها ورضيتها في معاشها ، كالربا في أرزاقهم ، وزواج الشغار في نكاحهم ، والغارات في سياستهم حتى بعث الله فيهم رسولاً هادياً ومبشراً ونذيراً ، أزال عنهم أدران الجاهلية وأرجاس ما اجمعوا عليه .
45
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 45