نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 44
أوليس ذلك بالقبيح على الله أن يرضى لأمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - وهي خير الأمم - مشغولة في تعيين الخليفة ، حيث كل يراها في صاحبه ، لتجرّ على الأمة الفتن والفرقة ، والضلالة والحيرة ، فكلٌّ يكفر الآخر ، وكلٌ يستحل دم صاحبه ويستبيح حرمته فلا يرضى الحق في غيره ، والأمر دونه ؟ . وهل بلغت الأمة من الرشد والكمال حتى تختار من تراه مناسباً يحل محل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بدعوى إجماع أهل الحل والعقد ؟ . وإذا كان أهل الحل والعقد قد بلغوا من الأمر معرفة ما يصلح الأمة به من أمر الخلافة لأنهم بلغوا من الصلاح والكمال ما جعلهم يختارون من يبلّغ رسالات ربه ، فما الحاجة إلى أن يبعث الله النبيين والمرسلين ، مبلغين ومنذرين ، والأمم يصلحها أهل الحل والعقد ؟ . قالوا : إن الأمة عندها كتاب ربها ، وحسبهُ مبشراً ونذيراً ، وأهل الحل والعقد منها ، تقرأ ما جاء في كتاب الله ، ينتهجون منهجه ، ويتخذون مسيره ، فكل ما أجمع عليه أهل الحل والعقد فهو من كتاب الله ، واجماعهم على اختيار الخليفة مثلهُ . قلت : فما الحاجة إذن إلى أن يبعث الله رسولاً ؟ فالوحي ، بدلَ أن يلقيه لرسول الله ، يُلقيه عند أهل الحل والعقد ، تقرأ ما جاء في كتاب ربها ، وتبلّغ الأمة أحكامه ، فيلزم من بعث النبي اللغو والعبثية ، ومن كلامه جلَّ شأنه ( ما أتاكم الرسول فخذوه ) كذلك . قالوا : إن الله سدد إجماع الأمة ، بأن الأمة لا تجتمع على خطأ ، وإذا كان الأمر كذلك ، فإنها مسددةٌ في اختيار الخليفة . قلت : على الرغم من قولكم أن النبي غير معصوم ، يخطأ ويسهو ، ينسى ويغفل ، وجوّزتم أن يصدر منه القبيح على خلاف بينكم في ارتكابه
44
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 44