نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 43
بفواضل نعمه في البقاء والاستخلاف . إذن فالجعل والتصيير كلها من الله تعالى إعمالاً بالخليفة لأن يستخلفه تعالى ، كل بحسبه ، فالأنبياء جعلهم خلفاء بعدما أعمل فيهم وصيرّهم في مقام استحقاق الخلافة والإمامة ، والأمم جعل فيها قابلية البقاء لترث الأرض بفضله وجوده . أقول : إذا كان الأمر كذلك ، وهي الحاجة إلى الجعل والتصيير الإلهيين ، وذلك بأن يجعل الله تعالى في الخليفة ما يليق بشأن مقام الخلافة من العناية والإعمال تهيئةً لهذه المهمة الكبرى ، كما جعل لآدم وداود والأنبياء جميعاً ولأوصيائهم عامة ، فهل يليق بخلافة خاتم النبيين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن تهمل دون أن يكون لله فيها شأن من الجعل والتصيير ؟ وأن تترك خاتمة الرسالات دون أن تكون يد الغيب قد صيّرت في الأمة من يرث مقام الخلافة والإمامة ؟ . وإذا كانت الرسالات السابقة قد هيأ الله تعالى لها من يكون حجته في تبليغها ، فكيف يترك خير الرسالات وأفضلها لاجتهاد الأمة وآرائها ؟ والطبيعة الإنسانية معروفةٌ بتغايرها في الآراء واختلافها في الأهواء ، حتى أودى بأمة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - وهي خير الأمم كما صرّح بذلك القرآن الكريم - إلى التنازع والاضطراب والفتنة ، حتى صرّح بذلك الثاني في قولته المشهورة : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة . أجل يا بن الخطاب ، إنها فلتةٌ جرّت إلى فتنة ، ويا للعجب كم هي فلتة ، وفتنة ، وخدعة ، فإن كانت - هذه الفلتة - من رسول الله ، فهو التفريط ، لأنه ترك الأمر هكذا ولم يوص ، وإن كانت من غيره فهي الخيانة ، ولكنك - صاحب رسول الله والعالم بحاله - تجلّهُ من أن يفرّط في الأمر ليترك أمته سدى دون الدليل إلى الخليفة الراعي ، والإمام السائس .
43
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 43