نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 42
ارتكاب الذنوب ومقارفة القبيح ، لأن نظرية التصيير الإلهي وجعل الله خلفاء في أرضه توجب القول ببلوغ الكمال لدى الإمام السائس ، فالله تعالى صيّره بعد أن اختاره خليفة في شأن لم يعصِ الله طرفة عين أبداً ، فكيف يكون الجائر ظل الله في أرضه وقد ارتكب مالا يرضاه الله ويكرهه ؟ نعم ، هو ظل الله في أرضه بعد اختياره له وتصييره وجعله بما تقتضيه موجبات الخلافة الإلهية ، وهو ما يوافق الإمامية من القول بعصمة الإمام وعدم ارتكابه الذنوب ، فإن العدل الإلهي يقتضي جعل الحاكم العادل ليبسط العدل في أرضه وينشر الصلاح بين عباده . فإن قيل : سلّمنا أن في خلافة آدم وداود وجميع الخلفاء والأئمة ، جعلاً وتصييراً ، فما تقول في الآيات الباقية ، حيث أن الآيات الأخرى يشترك فيها المؤمن والكافر ، وبعضها إشارة إلى المؤمنين المتقين الذين اتبعوا أنبيائهم وأخرى عامة تشمل جنس الناس مؤمنهم وكافرهم ، فقد استخلف هؤلاء في الأرض ، فما معنى الجعل هنا ، وهل هناك حاجة إلى هذا الكلام ؟ قلت : إن الله تعالى لما استخلف الإنسان على الأرض مؤمنهُ وكافرهُ هيأهم للبقاء والعيش ، فخلقهم ثم مدّ في أعمارهم ليستخلفوا من كان قبلهم ، وهذه أمورٌ لا تتم إلاّ بأمر الله وإرادته وتصييره لحال الأمة دون غيرها ، وهي نعمة أتمها الله وجعلها من نواميس الخلافة على الأرض ودون هذا الجعل والتصيير لمقتضيات البقاء ، لما كان بمقدور الأمم والأفراد استخلاف من قبلهم ، ألا ترى أن مورد الآيات هذه هي في مقام التذكير لأنعم الله تعالى وقد مَنَّ على الإنسان بأنه جعلهُ وصيّرهُ خليفة في الأرض ؟ ولو لم تكن هناك نعمة في مقام الامتنان لما صحَّ منه تعالى أن يحتج على المخلوقين
42
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 42