نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 40
فهل خلقُ الحجة من قبل الله وتصييره كذلك ، بإرادة الله أم خارجٌ عنها ؟ . فإن قلنا بإرادته تعالى جعله خليفة ، فقد اقتضى أن يجعله مطيعا ، وكيف يرضى لمن صيّره بإرادته أن يكون عاصياً له ؟ . القول بالتصيير الإلهي لا يبطل المدح للنبي أو الإمام : إن قولنا بأن الله جعل من الخليفة نفساً معصومة من الذنوب والقبائح ، لا يبطل مدح الله لأنبيائه وأوليائه بالطاعة ، بل لا يؤول هذا القول إلى أن الله تعالى قد أجبر المعصوم لأن يكون معصوما ، وإذا كان كذلك فما معنى امتداحه لهم ؟ . فنقول : إن الله تعالى لما تلطّف على الخليفة وأعانه على الطاعة وعَلِم استحقاقه للعناية والتصيير لنفسه القدسية ، لأن في نفس المعصوم اقتضاءً للعصمة والطاعة ، وأنها مهيأة لقبول الفيض الإلهي ، فإن الله تعالى أعانه على بلوغ الكمال ، ووّفقه لنيل الكرامة بعدما كانت نفس المعصوم قابلة لذلك ، وهو أمرٌ - أي القبول لتلقي الفيض الإلهي - خاص بالأنفس القدسية الملكوتية ، وليس كل نفس قابلة لهذا الفيض الإلهي ، لِتُغمر ببركات الله ورحمته . وعلى هذا فإن مدح الله تعالى لأنبيائه وأوليائه بالطاعة وعدم المعصية ، هو مدح لترويض الولي نفسه لأن يتقبل الفيض الإلهي ، ويستحق الكرامة الربانية ، فلا منافاة بين تصيير الله تعالى للولي بأن جعله خليفة ، وبين المدح الذي يستحقه أولياء الله على حُسن طاعتهم وجميل متابعتهم ، ألا ترى أنهم عليهم السلام في مقام الطاعة والتأدب مع حضرة الحق تعالى
40
نام کتاب : عقائد الإمامية برواية الصحاح الستة نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 40